الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية المحلل السويسري بيارو سان جورجيو: المشكل ليس في الإسلام بل في أمريكا التي تستعبد المليارات من المواطنين

نشر في  07 جويلية 2015  (13:56)

 ببادرة من دار نشر «KA éditions»، قدم بيارو سان جورجيو المحلّل السويسري وصاحب كتاب «سبل البقاء أمام الانهيار الاقتصادي»، محاضرة تعرض فيها للتغييرات الجيوسياسية التي يعيشها العالم اليوم مستشهدا بما يحدث في اليونان وبورتو ريكو ومصر وليبيا من أحداث غير مألوفة.

في بداية مداخلته، ذكر سان جورجيو أنّه كان في إيطاليا عندما علم بالضربة الإرهابية التي حدثت في تونس وكان أول سؤال طرحه على نفسه الآتي: «ماذا فعلت تونس حتى تزعج أمريكا بهذا الشكل؟» وفي هذا الصدد تساءل المتحدث عما ستفعله تونس إذا ما أقدم في كلّ مرّة «شاب» على القيام بعملية إرهابية تكلف الدولة خسائر بـ500 مليار.

وقال سان جورجيو، الذي تولى تقديمه هشام قاسم صاحب دار «KA éditions»، أنّه لا يجب التوقف عند الأعراض الظاهرة بل يجب الذهاب الى مكمن الداء ومربط الفرس. فالعالم عرف في العقود الأخيرة تغيرات هامة على غرار التضخم الديمغرافي ونضوب مياه الشرب وندرة الموارد الطبيعية والانخفاض المسجل في الانتاجية وغيرها من العوامل التي أدت الى تغييرات هيكلية تتطلب اليوم وضع استراتيجيات وخطط عمل متجددة تسمح بمواجهة الأزمات القادمة...

وقد نادى سان جورجيو في كتابة «سبل البقاء أمام الانهيار الاقتصادي» بضرورة العمل على إعداد «قواعد مستدامة للاكتفاء» لمواجهة سيناريوهات الكارثة في حال فقدت الدولة قدرتها على التدخل وعلى تأمين أراضيها فتغرق مناطق كاملة في الفوضى بينما تختار مناطق أخرى التحرك تلقائيا بغاية ترتيب أوضاعها وإدارة شؤونها.

وعلى هامش المحاضرة التي احتضنها فضاء «دار الكتب» بالمركز العمراني الشمالي، صرّح لنا سان جورجيو أنّ تونس التي تتميز بخصوصيات فريدة من نوعها في العالم العربي كنحو تعليم المرأة والتنظيم العائلي والانفتاح على الثقافات، باتت اليوم مهدّدة بما عرفته العراق وسوريا من تدهور ومن أزمات ناهيك أنّها متاخمة لليبيا التي تمّ تحطيمها عن قصد..

وأضاف محدثنا أنّ غياب التضامن وطغيان المصالح الضيقة والعقليات الأنانية من شأنها أن تجعل المهمة مستحيلة التحقيق. ولذا دعا سان جيورجيو الى ضرورة وضع سياسات ذكية تسمح بتجاوز المطبات والعراقيل التي تعرفها الدولة مشيرا الى أنّ السياسات «السياسية» أي التي تخدم اجندات معلومة لا يمكن أن تمرّ بتونس الى بر الأمان.

وبينما قال سان جيورجيو إنّه لا يؤمن بنظرية المؤامرة، فإنّ هناك معطى هاما لا يمكن تجاهله وهو أنّ أكبر 1000 شركة في العالم والتي تشغل 1/2 مليار شخص (وقرابة ملياري شخص بطريقة مباشرة وغير مباشرة) هي التي تتحكم في العالم وتمارس كل الضغوطات الممكنة لكي تخدم مصالها ومصالح المنتمين إليها..

وأشار محدثنا إلى أنّ أغلبية هذه الشركات أمريكية وتسعى الى بسط نفوذها، بل لعلّ الأزمات والحروب التي يعرفها عدد هام من الدول العربية تخدمان مصالحها وتُمكنها من التحصل على النفط بأقل كلفة فضلا عن الفوائد الأخرى..

وفي السياق نفسه، قال محدثنا أنّه لئن كانت أمريكا ـ زمن الحرب الباردة مع روسيا ـ تدافع عن قيم التقدم والحريات، فقد أضحت اليوم تحاول فرض رؤاها على العالم ولو كان ذلك عبر استعباد الملايين من المواطنين، استعبادهم اقتصاديا أو ماليا.. واعتبر المحلل أن أمريكا تحاول في تمشيها هذا، فرض سيطرتها على تونس والآ كيف نفسر السهولة التي نفذ بها سيف الدين الرزقي مخططه الإرهابي في سوسة.

وختم سان جيورجيو حديثه قائلا «إن المشكل لا يكمن في الإسلام مثلما يتصور البعض بل في أمريكا وعقليات شركاتها الكبرى التي تحكم قبضتها على العالم.. المشكلة ليست في ذلك الشخص الذي تمت دمغجته ليصبح إرهابيا بل في شبكات القوى المتنفذة وتهريب الأسلحة وغيرها من المصالح الاقتصادية العليا التي تعمل على تحقيق أهدافها ولو بسحق الملايين من البشر.

شيراز بن مراد